تستمر المفاوضات بين دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني حول الجنوب السوري، حيث تطالب سوريا بالعودة إلى اتفاق 1974 وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلها بعد 8 كانون أول/ديسمبر 2024، في حين تريد إسرائيل فرض واقع جديد في المنطقة، يتمثل ببقائها في قمة جبل الشيخ.

وخلال اليومين الماضيين، عاد الحديث عن الاتفاق الأمني إلى الواجهة، إذ تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى توقيع الاتفاق خلال زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى نيويورك بين 21 و25 من أيلول/سبتمبر الجاري.

وفق مصادر دبلوماسية غربية تحدثت لـ “الحل نت“، فإن الولايات المتحدة تمارس ضغطا على الجانبين، السوري والإسرائيلي، لحل النقاط العالقة وتقريب وجهات النظر، بهدف توقيع الاتفاق خلال أيام.

الشرع: قد نتوصل إلى اتفاقيات أخرى

الرئيس السوري أحمد الشرع، قال إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تسفر عن نتائج في الأيام المقبلة، معتبرا أن الاتفاقية الأمنية “ضرورة”، وأنها تتطلب احترام المجال الجوي السوري ووحدة أراضيه، وأن تخضع لرقابة الأمم المتحدة.

وصرح الشرع للصحفيين في دمشق، أمس الأربعاء، أن دمشق تسعى إلى اتفاق مماثل لاتفاق فك الاشتباك لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا، والذي أنشأ منطقة منزوعة السلاح بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة “رويترز“.

وأضاف أن سوريا سعت إلى انسحاب القوات الإسرائيلية، لكن إسرائيل أرادت البقاء في المواقع الاستراتيجية التي سيطرت عليها بعد 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بما في ذلك جبل الشيخ. وقد صرّح وزراء إسرائيليون علنًا بأن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بالسيطرة على هذه المواقع.

“في حال نجاح الاتفاق الأمني، يمكن التوصل إلى اتفاقيات أخرى. اتفاقية سلام أو تطبيع، مثل اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، والتي وافقت بموجبها عدة دول ذات أغلبية مسلمة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، غير مطروحة حاليًا على الطاولة.”

الرئيس السوري أحمد الشرع

وقال الشرع إنه من السابق لأوانه مناقشة مصير مرتفعات الجولان المحتلة من قِبل إسرائيل لأنها “صفقة كبيرة”. وأضاف الشرع للصحفيين مبتسمًا: “إنها قضية صعبة – لديك مفاوضات بين دمشقي ويهودي”.

وكانت “رويترز” أفادت هذا الأسبوع أن إسرائيل استبعدت إعادة المنطقة، التي اعترف بها دونالد ترامب من جانب واحد كإسرائيلية خلال ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة.

الشرع: تصرفات إسرائيل تتناقض مع السياسة الأمريكية

الرئيس السوري نفى ممارسة الولايات المتحدة أي ضغوط على سوريا، مشيرا إلى أنها تلعب دور الوسيط. وأضاف أن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة جوية على سوريا، وأكثر من 400 عملية توغل بري منذ 8 كانون أول/ديسمبر الماضي، أي بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

واعتبر الشرع أن تصرفات إسرائيل تتناقض مع السياسة الأمريكية المعلنة الداعية إلى سوريا مستقرة وموحدة، والتي وصفها بأنها “خطيرة للغاية”.

“سوريا وإسرائيل كانتا على بُعد أربعة إلى خمسة أيام فقط من التوصل إلى أساس اتفاق أمني في تموز/يوليو، لكن التطورات في محافظة السويداء الجنوبية عرقلت تلك المناقشات.”

الرئيس السوري أحمد الشرع

وتُجري سوريا وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق تأمل دمشق أن يضمن وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية التي توغلت في جنوب سوريا.

وكانت “القناة 12” العبرية قد قالت إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في العاصمة البريطانية لندن. بينما أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي أن هناك تقدم في المباحثات بين الشيباني وديرمر في لندن.

وأضاف الموقع أن الوزير الشيباني عرض خلال اللقاء، رد دمشق على المقترح الإسرائيلي بشأن الاتفاق الأمني. حيث استمر الاجتماع بين الطرفين لخمسة ساعات، بحضور توماس باراك، المبعوث الأميركي إلى سوريا.