تعرضت سفينة تجارية، اليوم السبت، لهجوم بمقذوف مجهول، على بٌعد 116 ميلاً بحرياً شرق مدينة عدن، جنوبي اليمن.  

وتسبب الهجوم، باندلاع الحريق على متن السفينة التي تحمل علم الكاميرون، وفق تحذيرات صادرة عن هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية “UKMTO”.   

ودعت الهيئة البريطانية السفن العابرة للمنطقة إلى توخي الحذر والإبلاغ فوراً عن أي أنشطة مشبوهة، مؤكدة أن فرق المتابعة تراقب الوضع عن كثب.  

أصابع الاتهام تشير لـ”الحوثي”  

الحادثة الجديدة تأتي في وقت تتصاعد فيه هجمات جماعة “الحوثي” على السفن التجارية، قبالة السواحل اليمنية، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتكشف المعلومات، أن الحادثة وقعت قبالة سواحل أحور بمحافظة أبين، حيث أعلنت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري عن استغاثة ناقلة نفط تحمل علم الكاميرون، بعد انفجار بداخلها على بعد 60 ميلاً بحرياً جنوب أحور، فيما تجري حالياً عمليات البحث والإنقاذ، لضمان سلامة طاقم السفينة.  

وتواصل جماعة “الحوثي” استهداف السفن بحجة ارتباطها بدول أو شركات تدعم إسرائيل رغم انتهاء الحرب في غزة، إلا أن النتائج العملية توضح أن هذه الهجمات غدت تهدد التجارة الدولية، وتزيد من مخاطر الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتكشف الهجمات “الحوثية” الأخيرة على ناقلات النفط والسفن التجارية، عن استراتيجية ممنهجة لتعطيل حركة الملاحة البحرية، وهو ما ينعكس على أسعار التأمين، ونفقات الشحن للشركات الدولية.  

تهديدات مستمرة  

مصادر بحرية حذرت من تصاعد العمليات “الحوثية”، التي باتت تمثل تهديداً مباشراً على طواقم السفن التجارية، والشركات البحرية العاملة في البحر الأحمر، وخليج عدن.

وتسببت هجمات “الحوثيين” بزيادة تكلفة النقل البحري، وتأخير الشحنات الحيوية، وهو ما انعكس سلباً على الإمدادات الغذائية والطاقة في المنطقة كلها.   

وبحسب مراقبون، فإن استهداف ناقلات النفط خصوصاً يرفع من المخاطر البيئية، والذي قد يؤدي إلى تلوث بحري كبير، سيطال سواحل اليمن وسواحل دول المنطقة.  

وفي ظل هذا الواقع الهش، تتضح الحاجة الملحة لتنسيق أمني وإقليمي فعال لمراقبة السفن وحماية الملاحة الدولية، بالتوازي مع الضغوط الدولية على جماعة “الحوثي” لوقف هذه الأعمال العدائية.  

كما أن تعزيز الأمن البحري، وحماية الطواقم البحرية، وتحفيز التعاون بين دول المنطقة والدول المعنية بالملاحة البحرية، بات أمراً ضرورياً لضمان استمرار التجارة الدولية دون أي تهديدات.