دعا تونجر باكيرخان، الرئيس المشترك لـ”حزب المساواة وديمقراطية الشعوب” (DEM)، القيادية الكُردية والرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، إلهام أحمد، إلى زيارة تركيا من أجل “التوصل إلى اتفاق”، في تصريحات لافتة أدلى بها خلال اجتماع كتلة حزبه في البرلمان التركي، اليوم الثلاثاء.

وقال باكيرخان إن حزبه يرى أن الحوار هو الطريق الأنسب لحل القضية الكُردية، مشيرا إلى أهمية الاجتماع الذي عقدته لجنة من الحزب، والمعروف إعلاميا بـ”وفد إمرالي” مع زعيم “حزب العمال الكُردستاني” (PKK) عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، واصفا اللقاء بأنه “خطوة نحو السلام”، وفق وكالة “ANF“.

دعوة لإلهام أحمد لزيارة تركيا

وأردف باكيرخان: “فلتأت إلهام أحمد إلى تركيا، ليلتقوا ويتفقوا”، مؤكدا أن الانتقال إلى مسار سياسي وديمقراطي بات ضرورة، مشددا على أن “الوقت قد حان لإخراج قانون أخوّتنا من أرضية الحرب ووضعه على مسار قانوني وديمقراطي”.

ودعا أيضا الحكومة التركية إلى السماح للسياسية الكُردية إلهام أحمد بدخول البلاد لحضور مؤتمر دولي للسلام، والذي سيعقد في إسطنبول يومي 6 و7 كانون الأول/ديسمبر الجاري. 

وقد دُعيت أحمد للمؤتمر، لكن لم يمنح لها إذن حتى الآن. وقال باكيرخان: “يجب أن تكون الأولوية للحوار والدبلوماسية. لا يمكن تحقيق السلام إلا من خلال المحادثات المباشرة، لا من خلال الإقصاء”.

هذا وقام وفد حزب “الديمقراطية والمساواة للشعوب” (ديم)، بزيارة مفاجئة للزعيم الكُردية عبد الله أوجلان في سجنه غرب تركيا.

وجاءت الزيارة التي قام بها الوفد المؤلف من نائبي الحزب، بروين بولدان ومدحت سانجار، والمحامي بشركة “عصرين” التي تتولى الملف القانوني لأوجلان، فايق أوزغور إيرول، لأوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي، اليوم الثلاثاء، قبل يومين فقط من انعقاد اجتماع لجنة “التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية” بالبرلمان التركي، الخميس، للاستماع إلى إحاطة وفدها الذي التقى أوجلان في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.

ويمكن تفسير دعوة إلهام أحمد لزيارة تركيا على أن تركيا ترغب بإيجاد حل أو توافق للمقضية الكُردية سواء داخليا وخارجيا، وسط ما يشهده الإقليم من تغيرات وتوازنات، خاصة بعد التحولات الكبيرة التي حدثت في سوريا إثر سقوط نظام بشار الأسد، وبالتالي تحولات العلاقات التركية السورية، والضغوط الأميركية لإبقاء “قسد” كجزء من الحل السياسي بسوريا.

لكن ورغم ذلك، تبقى عملية إعادة رسم العلاقات التركية الكُردية محاطة بعوامل هشّة، ما يجعل فرص انتقالها إلى مسار تفاوضي ثابت مرتبطة بالقرارات السياسية في أنقرة، وبطبيعة الالتزامات الأمنية المتبادلة بين الأطراف المحلية والإقليمية.

تواصل كُردي تركي

وفي وقت سابق، وقال طيب تمل، نائب الرئيس المشترك لحزب “ديم” التركي والموالي للكُرد في تصريح لشبكة “رووداو”: “لقد أرسلنا دعوة إلى السيدة إلهام أحمد، ونحن نبذل جهودا بيروقراطية لتتمكن من المشاركة في مؤتمر السلام هذا”.

وأردف طيب تمل: “نحن نتحدث مع مسؤولي الدولة، ونعتقد أن لقاءاتنا هذه ستتمخض عن نتائج إيجابية، ونأمل أن تتمكن السيدة أحمد من القدوم إلى تركيا وحضور هذا المؤتمر”.

ونوّه طيب تمل لزيارة رئيس إقليم كُردستان العراق مسعود بارزاني إلى جزيرة بوطان في شرناخ، مشيرا إلى أنهم يرغبون بمشاركة ضيوف من إقليم كُردستان أيضا على أعلى مستوى في مؤتمر إسطنبول.

وفي لقاء آخر مع وكالة “ولات” الكُردية، قال طيب تمل: “إذا تم استيفاء شروطها، فستشارك إلهام أحمد في المؤتمر باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. لكن ذلك مشروط بإزالة العقبات القانونية. ومع ذلك، إذا لم تتمكن من الحضور شخصيا، فسترسل رسالة أو تشارك عبر اتصال فيديو-كونفرانس عن بُعد. كما سيشارك العديد من الشخصيات والمشاهير الآخرين، الذين لن نكشف عن أسمائهم في الوقت الحالي، عبر اتصال فيديو-كونفرانس عن بُعد”.

وأواخر أيار/مايو الماضي، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الجنرال مظلوم عبدي على وجود اتصالات مباشرة مع أنقرة، وبأن القنوات مفتوحة، سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء (في إشارة إلى الولايات المتحدة غالبا).

وأعرب عبدي آنذاك عن انفتاحه على تحسين العلاقات مع تركيا، بما في ذلك إمكانية عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المستقبل.

و كشف عبدي أيضا عن وجود هدنة أو وقف إطلاق نار “مؤقت” مع تركيا، وذلك منذ عدة أشهر، معربا عن أمله في أن يصبح هذا الاتفاق دائما.

كذلك وفي وقت سابق كشف صالح مسلم، القيادي في “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكُردي شمال شرق سوريا، عن لقاءات مع الجانب التركي على مستوى وزارة الخارجية ومستويات أمنية أخرى.