#️⃣ #أسواق #دمشق #بين #الانتعاش #المؤقت #والاقتصاد #الحقيقي
أسواق دمشق: بين الانتعاش المؤقت والاقتصاد الحقيقي
📅 2025-09-27 13:27:38 | ✍️ حنين رمضان | 🌐 الحل نت
ما هو أسواق دمشق: بين الانتعاش المؤقت والاقتصاد الحقيقي؟
بعد سقوط النظام، بدأت شوارع دمشق تشهد حركة تجارية غير مألوفة منذ سنوات الحرب، حيث عادت الواجهات التي بقيت مغلقة لسنوات طويلة لتفتح أبوابها، ومعها انتشر مشهد افتتاح محلات جديدة في كل حي تقريباً.
هذا التغير لم يأتِ من فراغ، فالمدينة التي اعتادت الركود لسنوات بسبب الحرب والعقوبات الاقتصادية، تحاول اليوم أن تتنفس من جديد عبر التجارة والمشاريع الصغيرة، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها من غلاء الإيجارات وارتفاع تكاليف المعيشة.
منافسة متزايدة بين الواجهات الجديدة
مع تزايد عدد المحلات التي تُفتتح بشكل شبه يومي، يعبّر بعض أصحابها عن تفاؤلهم بالحركة التي عادت إلى الأسواق، معتبرين أن هذه الخطوة بداية فعلية لتعويض الخسائر السابقة.
أبو وائل، صاحب محل قديم للأقمشة في سوق الحميدية، يقول لـ “الحل نت” إن السوق تغيّر كثيراً في الأشهر الأخيرة.
“خلال شهرين بس فتحوا حوالي أربع محلات جديدة بنفس الشارع، الناس عم تحاول تشتغل وتستعيد رزقها، بس المنافسة رح تكون كبيرة وكمان أجارات المحلات هون كتير عالية، وما في ضمان إنو كل المحلات رح تصمد”.
أبو وائل، صاحب محل قديم للأقمشة في سوق الحميدية
ناصر عبد الله، صاحب محل للنظارات في الشام القديمة، يشير إلى أن الشارع الذي يعمل فيه يشهد حركة غير مسبوقة، حيث افتُتح أكثر من محل جديد في نفس الشارع، خلال فترة قصيرة.
وأضاف لـ “الحل نت“: “صحيح هاد بيعطي صورة عن حركة تجارية، بس يعني الربح ما بيجي بسهولة وبدهم وقت أصحاب المحلات الجديدة ليبنوا اسم ويكسبوا زباين، في ناس عندها أمل وفي ناس متخوفة من الخسارة وبالنهاية الرزق ع الله”.
الرغبة في التعويض وضغط المعيشة
في سوق الحميدية، المعروف وسط دمشق، افتتح أحمد حسون -شاب في العشرينات- محلاً صغيراً لبيع وتصليح الأجهزة المستعملة، في محاولة لإيجاد مخرج من ضغط المعيشية، إذ لم يكن خياره نابعاً من شغف، وفق تعبيره.
وقال حسون في حديث لـ “الحل نت”، إن الوضع المعيشي أصبح صعبا جدا، معتبرا أن التجارة صارت أسرع طريق للانتعاش.
“بعد ما وقفت الجمارك وصارت حركة البضاعة أسهل، صار في مجال نشتغل ونأمن دخل يومي، أنا كنت اشتغل مسبقاً بوظيفة راتبي ما بيتعدى الـ 700 ألف، جمعت شوي مصاري وأخي برا البلد ساعدني بالباقي وفتحت المحل، أجار المحل كسرلي ضهري 4 ملايين بالشهر، مبدئياً الشغل ماشي حالوا مو سيئ بس كيف ما كان أحسن من قبل”.
أحمد حسون
أما في حي الحلبوني، فقد اختار خالد -وهو اسم مستعار- افتتاح مكتبة لبيع القرطاسية والكتب بعد التحرير بأشهر قليلة، مشيرا إلى أن الأيام الأولى للافتتاح شهدت إقبالا كبيرا مع موسم عودة المدارس.
وأضاف لـ “الحل نت“: “الناس عطشانة ترجع للحياة الطبيعية، بشكل عام عم شوف ازدهار بالتجارة عم ينبع ما شفنا من 14 سنة وهي بشارة خير”.
ورغم أن الحركة تعطي شعوراً بالحياة، إلا أن التحديات لا تختفي، وهذا ما أشارت إليه عبير موسى في حديثها ل “الحل نت“، حيث افتتحت محلاً صغيراً في القيمرية مع زوجها منذ شهرين، لبيع ملابس للأطفال، لكنها غير راضية عن النتائج، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تحمل الإيجار.
وأضافت موسى: “الإيجار 200 دولار بالشهر، ودفعنا كتير على صيانة المحل، شي كهربا شي دهان وقفل، كنا متأملين خير أحياناً بيمر يوم كامل ما بنبيع إلا غرض أو غرضين بس ما عنا خيار، كمان لسى قدامنا وقت ما صرلنا كتير فاتحين رح نكمل على أمل يفرجها ربنا”.
بين الانتعاش المؤقت والاقتصاد الحقيقي
على الرغم من هذا النشاط الملحوظ، يرى خبراء الاقتصاد أن ما يحدث ما يزال بعيداً عن كونه انتعاشاً شاملاً. إذ قال الخبير الاقتصادي الدكتور سيفان عيسى لـ “الحل نت” إن ما تشهده دمشق اليوم يمكن تسميته “انتعاشاً هشّاً”.
وأضاف أن ما تشهده الأسواق اليوم هو نتيجة طبيعية لمرحلة انتقالية والتي صاحبها تراجع الرسوم الجمركية، تسهيل دخول البضائع، وانفتاح السوق، إذ أعطى ذلك دفعة للتجار والمستهلكين لكن بالمقابل، الإنتاج المحلي ما زال ضعيفا، والأجور منخفضة مقارنة بتكاليف التشغيل والإيجارات. ويشير عيسى إلى أن هذه الطفرة التجارية قد تكون قصيرة الأمد إذا لم تترافق مع خطوات عملية.
“لازم نوفر بيئة عمل مستقرة: استقرار العملة، كهرباء ونقل منتظم، قوانين واضحة للإيجارات والتراخيص، وتمويل ميسر للمشاريع الصغيرة، إذا ما توفرت هذه العوامل، من الممكن أن يتحول النشاط لنمو اقتصادي حقيقي أما إذا غابت، فالانتعاش الحالي رح يضل مجرد فقاعة”.
الخبير الاقتصادي الدكتور سيفان عيسى
تشير البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد إلى ترخيص أكثر من 450 شركة محلية وأجنبية منذ بداية 2025، وهو مؤشر على أن الحركة التجارية لم تعد مجرد مبادرات فردية، بل بدأت تأخذ شكلاً أوسع على مستوى الاستثمار، لكن خلف هذه الأرقام، يعيش أصحاب المحلات الصغيرة واقعاً أكثر تعقيداً.
أمل يواجه الحذر
رغم كل الضغوط، يظل افتتاح المحلات الجديدة بمثابة رسالة واضحة من الدمشقيين أن الحياة مستمرة.
لكن في الوقت نفسه، يواجه أصحاب المشاريع الصغيرة منافسة محتدمة وضعفاً في القدرة الشرائية، ما يجعل تجارتهم “على كف عفريت” كما يصفها هيثم حسن، صاحب محل البسة مستعملة، الذي افتتح محله مؤخراً في باب توما بعد سنوات من الانتظار.
“فرحتي بافتتاح المحل لم تكتمل. دائما في شعور بالقلق والخوف لأنه الوضع غير واضح”
هيثم حسن لـ “الحل نت”
وأضاف: “صح قدرت افتح محل وحققت شي كنت بحلم فيه من زمان، بس الصراحة كل يوم عندي هم جديد الإيجار عالي، والمصروف أكبر من الربح، والمنافسة بين المحلات عم تكبر بشكل مخيف، بحس إني ماشي بطريق مو واضح، خطوة لقدام وخطوتين لورا ما بعرف إذا رح أقدر صمد شهر أو سنة، بس عم حاول قد ما بقدر”
بين الأمل الذي تحمله كل واجهة جديدة، والقلق الذي تفرضه دفاتر الحسابات، تبقى أسواق دمشق مرآة لواقع مزدوج: مدينة تحاول النهوض من جديد، واقتصاد ما زال يترنح بين الانتعاش المؤقت وإمكانية الركود من جديد.
تفاصيل إضافية عن أسواق دمشق: بين الانتعاش المؤقت والاقتصاد الحقيقي
🔍 اقرأ المزيد على هنا:
مقيم أوروبا
📌 المصدر الأصلي:
مقيم أوروبا وعوغل ومواقع انترنت