في خبر لافت، اعتقلت قوى الأمن الداخلي، اليوم الخميس، نمير الأسد، ابن عم رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، في محافظة اللاذقية الساحلية، مسقط رأس عائلة الأسد التي حكمت سوريا لنحو 54 عاما.

وكالة الأنباء السورية “سانا”، قالت إن قوى الأمن الداخلي، ألقت القبض على نمير الأسد وعدد من أفراد “عصابة إجرامية”، خلال عملية أمنية محكمة نُفذت في مدينة القرداحة بريف اللاذقية.

تفاصيل اعتقال نمير الأسد

مصدر أمني في وزارة الداخلية السورية، بيّن أن العملية جاءت بعد متابعة دقيقة لتحركات العصابة، مشيرا إلى أن نمير الأسد يُعد من أبرز تجار المخدرات والمتورطين في عدة جرائم خلال فترة النظام السابق.

وأردف المصدر، أن العملية نُفذت بواسطة إحدى فرق إدارة المهام الخاصة التابعة لإدارة الأمن الداخلي، وذلك عبر كمين محكم أسفر عن القبض على أفراد العصابة دون وقوع خسائر بشرية.

ولفت المصدر، إلى أن هذه الخطوة “تأتي ضمن جهود قوى الأمن الداخلي لملاحقة أفراد نظام الأسد، ومكافحة الجريمة المنظمة وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد”.

وبحسب مصادر حكومية، فقد ألقي القبض على نمير الأسد برفقة عدد من مرافقيه بعد أن قام بعملية سطو على محطة وقود، وتسبب بمقتل شخص يدعى ربيع حميشة.

ونمير بديع الأسد هو ابن عم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وهو متهم بتشكيل عصابة لتهريب المخدرات والسرقة، وسبق أن سجن على خلفية عملية سطو على شركة الهرم عام 2005.

وشكلت سوريا مصدر تهديد لدول الجوار إبان نظام الأسد، بسبب تجارة المخدرات، إذ حوّل الكبتاغون سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادرات البلاد متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وذلك وفقا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب”، خلال تحقيق أجري عام 2022.

بدعم من التحالف.. “قسد” تفكك خليتين لـ “داعش”

في سياق آخر، أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية”، اليوم الخميس، عن تفكيك خليتين لتنظيم “داعش” في عمليتين أمنيتين بالتعاون مع التحالف الدولي، في ريف دير الزور الشرقي.

وقالت “قسد” في بيان لها، إن “قوات الكوماندوس التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، نفذت عملية بمشاركة من قوات التحالف الدولي، استهدفت إحدى خلايا تنظيم داعش الإرهابي في قرية البريهة بمنطقة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، وإلقاء القبض على الإرهابي الذي ثبت تورطه في تنفيذ هجمات ضد قسد والمدنيين في المنطقة، وضبطت كمية من الأسلحة والذخيرة بحوزة الإرهابي”.

وختمت “قوات سوريا الديمقراطية” بيانها، بالتأكيد على استمرار التنسيق مع التحالف الدولي، قائلة: “تؤكد قواتنا على مواصلة جهودها والتنسيق مع قوات التحالف الدولي لاستئصال التنظيم الإرهابي من جذوره وتجفيف منابعه وحواضنه المادية والمعنوية، ومنع أي نشاط إرهابي يهدد أمن واستقرار المنطقة”.

وتأتي هذه العملية بعد أن استهدفت خلايا من تنظيم “داعش”، موقعين عسكريين لـ “قسد”، الأول في بلدة البحرة بريف دير الزور الشرقي بقذيفة من نوع “آر بي جي”، والثاني في بلدة الشعفة ضمن محافظة دير الزور، فيما أشارت المعلومات، إلى أن الاستهدافَين لم يتسببا بوقوع أي خسائر بشرية في صفوف “قسد” أو أي مدنيين عزل.

198 عملية لخلايا “داعش” بمناطق “قسد”

في السياق، أحصى “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، 198 عملية قامت بها خلايا “داعش” ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام الجاري 2025، وجميعها تمت عبر هجمات مسلّحة واستهدافات وتفجيرات.

وبحسب توثيقات “المرصد”، فقد بلغت حصيلة القتلى جراء العمليات الآنفة الذكر 92 قتيلا، منهم 66 من عناصر “قسد” والتشكيلات العسكرية العاملة معها، و12 عنصرا من بقايا تنظيم “داعش”، و13 مدنيا، ومتعاون واحد مع “قسد”.

وسيطر تنظيم “داعش” منذ العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وأعلن إقامة “الخلافة الإسلامية” حتى دحره من العراق عام 2017، ثم سوريا عام 2019، لكنه لا يزال ينشط في مناطق صحراوية نائية رغم عدم سيطرته على أي مناطق سكانية.

ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، تراجعت وتيرة هجمات التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الجديدة بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، لكنها ارتفعت في مناطق “الإدارة الذاتية”.

وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق إلى قسمين، وقادت حملة عسكرية أدت إلى دحر التنظيم من آخر معاقله في سوريا عام 2019.

وكان الناطق باسم “قسد”، ابجر داوود، أعلن في مؤتمر صحفي خلال الشهر الماضي، أن “قوات سوريا الديمقراطية” نفذت خلال الأشهر الماضية وبدعم من التحالف الدولي 70 عملية، بما فيها 3 عمليات تمشيط واسعة النطاق، ألقت خلالها القبض على 95 إرهابيا، بينهم 3 متزعّمين.