#️⃣ #بين #التنظيم #ومتطلبات #الواقع #ما #تأثير #قرار #تحديد #ساعات #عمل #الأسواق #بدمشق
بين التنظيم ومتطلبات الواقع: ما تأثير قرار تحديد ساعات عمل الأسواق بدمشق؟
📅 2025-11-01 12:59:05 | ✍️ حنين رمضان | 🌐 الحل نت
ما هو بين التنظيم ومتطلبات الواقع: ما تأثير قرار تحديد ساعات عمل الأسواق بدمشق؟؟
مع بدء محافظة دمشق تنفيذ قرار تحديد ساعات عمل المحال التجارية والأسواق والمطاعم والمنشآت السياحية ضمن المدينة، بدأت مخاوف بين التجار من انعكاس ذلك سلبا على المبيعات وتراجع النشاط التجاري.
إذ ينص القرار، على تحديد ساعات إغلاق الأسواق التجارية عند الساعة التاسعة مساءً، على أن تُمدد حتى الثانية عشرة ليلاً للمطاعم والمقاهي ومحلات بيع المواد الغذائية. كما نص القرار على أن المولات والمطاعم داخلها يمكن أن تواصل عملها حتى الواحدة بعد منتصف الليل، فيما استُثنيت بعض المنشآت الحيوية مثل الأفران ومحطات الوقود والصيدليات.
ووفق ما أعلنت المحافظة، فإن الخطوة تهدف إلى تنظيم الحركة الاقتصادية وتحسين جودة الخدمات ضمن العاصمة وتنظيم الحركة التجارية وضبط النشاط الليلي، إلى جانب تسهيل عمل الجهات الخدمية والرقابية.
مخاوف من تراجع النشاط التجاري
تفاوتت ردود فعل التجار وأصحاب المحلات في دمشق بين مؤيد يرى في القرار خطوة ضرورية لضبط الأسواق، وآخر يعتبره إجراءً قد يحدّ من حركة البيع خاصة في الأحياء الشعبية التي تنشط في ساعات الليل.
يعمل أبو سامي في محل لبيع المواد الغذائية في حي الأمين، أحد الأحياء القديمة التي تشهد حركة تجارية مستمرة حتى ساعات متأخرة من الليل. ويقول لـ “الحل نت”، إن معظم زبائنه يزورون المحل بعد عودتهم من أعمالهم مساءً، وإن القرار الجديد بإغلاق المحلات عند منتصف الليل سيؤثر على نشاطه اليومي.
“محلي مفتوح 24 ساعة، لأن الشغل عنا ما بيوقف، الحي المسا في حركة أكتر من الصبح، أغلب الناس بيجوا بعد الساعة 12 أو حتى 1 بالليل يشتروا احتياجاتهم، إذا سكّرت عالـ12 رح أخسر مبيعات المسا، وهي بتشكل جزء كبير من الدخل اليومي، القرار برأيي مو منيح ومضر لأغلب المحلات”.
أبو سامي لـ “الحل نت”
وفي حي المزرعة، يرى أبو إياد، صاحب محل للأجبان والألبان، أن القرار لن ينعكس بشكل كبير على مهنته لكنه تسبب بقلق لدى أصحاب المحلات المجاورة.
وأضاف لـ “الحل نت“: “أنا بالعادة بسكّر قبل الساعة 12، يعني القرار ما غيّر بشغلي شي، بس جيراني خصوصي أصحاب المطاعم والمحلات الغذائية، تضرّروا لأن شغلهم بيبدأ يتحرّك بعد ما الناس تخلص دوامها، المطاعم والسوبر ماركت بيعتمدوا على الليل أكتر من النهار، وأنا برأيي لازم ما يتطبق هيك قرار، في عالم بتجمع رزقا المسا والقرار رح يقطع برزق كتير ناس”.
الطلبة بين الحاجة والقلق
لا يقتصر تأثير القرار على أصحاب المحال فحسب، بل يمتد إلى العاملين والطلبة الذين يعتمدون على الدوام المسائي كمصدر دخل أساسي، خاصة في ظل صعوبة إيجاد فرص عمل نهارية تتناسب مع جداولهم الدراسية.
في هذا السياق يقول محمد إدريس -طالب هندسة مدنية في جامعة دمشق يعمل بدوام مسائي في مطعم شاورما بمنطقة العباسيين- إن القرار سيؤثر عليه بشكل مباشر، إذ يعتمد على عمله الليلي كمصدر أساسي لتغطية مصاريف دراسته ومعيشته.
يضيف إدريس لـ“الحل نت”: “دوامي بالجامعة إجباري وما بخلص للساعة 5 أحياناً، يعني ما بقدر اشتغل إلا مسائي، المطعم اللي بشتغل فيه بيضل فاتح 24 ساعة، ببلش دوامي من 7 لل6 الفجر، إذا صار لازم نسكّر عالـ12 رح نخسر ساعات العمل والراتب رح يقل يلي هو بالأساس ما بكفي لشي، وأنا يمكن ما يضل فيني اشتغل، وفي كتير شباب متلي بيشتغلوا بعد الجامعة، وهيك قرار رح يأثر عليهم بشكل كبير”.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
مع تداول القرار عبر الصفحات المحلية في دمشق، تفاعل المئات من المستخدمين بين مؤيد ومعارض، حيث انقسمت الآراء بين من يرى في الخطوة محاولة لتنظيم المدينة وتخفيف الإزعاج الليلي، ومن يعتبرها إجراءً يقيّد الحياة الاجتماعية في العاصمة.
إذ قالت سمر الحلاق في تعليق لها، إنها تسكن في الطابق العلوي فوق أحد المطاعم، معتبرة أن القرار “منصف” لسكان الأبنية السكنية القريبة من الأنشطة التجارية.
تقول سمر في تعليقها: “بالأيام العادية ما منقدر ننام من الضجة، ريحة الأكل بتضل للصبح وصوت الزباين ما بيوقف، إذا طبقوا القرار منرتاح شوي، مو كل الناس لازم تسهر على حساب غيرها”.
في المقابل، يعارض ماهر الشامي، القرار: “أنا بخلص شغلي عالـ11 بالليل، وبعدها بروح مع عيلتي عالمطعم أو بنتمشى شوي، لأنه ما في وقت تاني نطلع في، إذا سكّروا المطاعم بكير ما رح يضل مكان نطلع عليه، والمدينة كلها رح تموت بعد الـ12 القرار غير مقبول نهائياً”.
وعلّق سامي الجدعان قائلاً: “ما في كهربا ولا فرص عمل وهلأ كمان بدكن تسكروا المحلات بكير؟ هيك عم يوقفوا الشغل كلياً بالعاصمة”.
هذا التباين في المواقف يعكس حالة الجدل العام بين من يرى القرار خطوة نحو “تنظيم المدينة”، ومن يراه عبئاً جديداً يضاف إلى صعوبات المعيشة اليومية.
تداعيات اقتصادية متفاوتة
يرى المحلل الاقتصادي الدكتور جواد فرحات أن قرار تحديد ساعات عمل المحال التجارية والمطاعم في دمشق ليس مجرد إجراء إداري، بل خطوة ذات أثر مباشر على بنية النشاط الاقتصادي في العاصمة، التي تعتمد بشكل كبير على الحركة التجارية المسائية، لكنه في المقابل قد يُحدث انكماشاً ملحوظاً في بعض القطاعات الحيوية.
يقول فرحات في حديثه لـ“الحل نت” إن القطاعات الأكثر تأثراً ستكون المطاعم والمقاهي ومحال المواد الغذائية، لأن ذروة مبيعاتها تقع بعد منتصف الليل، وأي تقليص في ساعات العمل يعني خسارة مباشرة في المبيعات والأرباح اليومية ويضيف أن هذا الانخفاض سينعكس على العمالة اليومية، وعلى النشاط التجاري العام، في وقت يعاني فيه السوق أساساً من ضعف الطلب وارتفاع التكاليف.
الخطوات التنظيمية مطلوبة، لكن ينبغي أن تُبنى على دراسات اقتصادية دقيقة توازن بين متطلبات الاستقرار الإداري وضرورات استمرار النشاط التجاري في مدينة لا تنام كدمشق.
المحلل الاقتصادي الدكتور جواد فرحات لـ “الحل نت”
وفق فرحات فإن نجاح القرار مرتبط بمدى مرونته في التطبيق، موضحاً أن تطبيق مواعيد موحدة على جميع المهن دون تمييز بين طبيعتها وموقعها الجغرافي قد يسبب ضرراً أكثر من الفائدة.
رغم صدور القرار وبدء تطبيقه، إلا أن الجدل ما زال مستمراً بين من يرى فيه خطوة ضرورية لتنظيم الحياة التجارية في دمشق، ومن يعتبره قراراً بعيداً عن الواقع المعيشي للناس الذين يعتمدون على النشاط الليلي في كسب رزقهم.
وبين دعوات التنظيم وضغوط الواقع الاقتصادي، يبقى السؤال مطروحاً، هل سيستطيع القرار الجديد تحقيق التوازن بين راحة المدينة وحاجات سكانها، أم أنه سيضيف عبئاً جديداً على الحياة اليومية في العاصمة السورية.
تفاصيل إضافية عن بين التنظيم ومتطلبات الواقع: ما تأثير قرار تحديد ساعات عمل الأسواق بدمشق؟
🔍 اقرأ المزيد على هنا:
مقيم أوروبا
📌 المصدر الأصلي:
مقيم أوروبا وعوغل ومواقع انترنت