فتحت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء، باباً واسعاً من التساؤلات أمام اليمنيين عن مصير قيادات جماعة “الحوثي”، لا سيما أن الاستهداف تركز على اجتماع سري لقيادات بارزة في الجماعة.  

وبينما تحاول جماعة “الحوثي” إخفاء مصير المستهدفين وسط حالة التعتيم الشديد، تتوارد الأنباء عن أسماء الشخصيات تباعاً بعد تأكيد مقتل رئيس حكومة “الحوثيين” أحمد غالب الرهوي.  

قيادات “حوثية” أخرى قضت بالغارات  

بحسب مصادر منصة “ديفانس لاين” المهتمة بالشأن الأمني والعسكري، فإن نائب وزير الداخلية لدى جماعة “الحوثي” اللواء عبد المجيد صغير أحمد المرتضى، كان جوار رئيس الحكومة، في منزل بحي بيت بوس جنوبي صنعاء وقد قضى بالاستهداف أيضاً.

وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة، كشفت مصادر مطلعة عن مقتل عبد السلام شرف المنبهي، المرافق الشخصي لرئيس ما يسمى المجلس السياسي “الحوثي” مهدي المشاط، في الاستهداف ذاته.  

ولم تتوقف الأنباء عند هذا الحد، بل ترددت معلومات عن مقتل وزير النقل “الحوثي” محمد عياش قحيم، وإصابة وزراء آخرين بينهم وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار، معين هاشم المحاقري ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء جلال علي الرويشان.

وفي السياق ذاته، تحدثت تقارير إعلامية عن إصابة خطيرة لوزير التربية والتعليم “الحوثي” حسن عبد الله يحيى الصعدي، والذي يرقد في غرفة الإنعاش بالمستشفى العسكري بصنعاء وفق المصادر.   

كما تحدثت التقارير عن مصرع مشرف جماعة “الحوثي” على وزارة الدفاع أسعد هادي الشرقبي المكنى بـ”أبو صخر”.  

ارتباك داخل البنية “الحوثية”  

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المسلحة عدنان الجبرني يقول في منشور على منصة “إكس” أن استهداف عبد المجيد المرتضى، نائب وزير الداخلية لدى جماعة “الحوثي”، سيحدث ارتباكاً داخل القسم الإداري للجماعة.

ويوضح الجبرني أن المرتضى شاب صعد به “عبد الملك الحوثي” من دائرته الخاصة قبل خمس سنوات ليضعه في هذا الموقع الحساس تمهيداً ليكون خلفاً لعمه “عبد الكريم الحوثي”، وبذلك يقطع الطريق أمام “علي حسين الحوثي” على الوزارة وملفاتها الأمنية.   

ووفق الباحث اليمني، فإن دخول هذا القسم في حالة تخفِ وقلق مشابهة لبقية الأذرع العسكرية والأمنية لجماعة “الحوثي”، سيخلق صعوبة بالغة في التزام عناصره بإجراءات الحماية المشددة، نظراً لأن الكثير منهم لم ينشأ على هذه الأنماط الأمنية، ما قد يفتح فرصاً أكبر لاختراق هذه البنية الإدارية.  

مواقع حساسة طالتها الغارات  

من بين المواقع العسكرية الحساسة، التي طالتها الغارات الإسرائيلية موقع في جبل عطان، الذي يضم منظومات الدفاع الجوي ومخازن الأسلحة، إضافة إلى مواقع بمحيط دار الرئاسة.  

هذا الاستهداف الإسرائيلي الواسع أحرج جماعة “الحوثي”، خاصة مع تداول أنباء عن مقتل وزير الدفاع الجماعة اللواء محمد العاطفي، دون أي تأكيدات رسمية حتى الآن.

رد جماعة “الحوثي” على هذه الضربات الموجعة جاء عبر مزيد من القمع الداخلي للمواطنين، حيث أفادت مصادر محلية لـ”الحل نت” بوقوع حالات اختطاف واسعة لمواطنين بتهم التجسس ونشر المعلومات.   

إسرائيل تقصف و”الحوثي” يقمع الداخل  

وفي المقابل، خرجت الوكالة الرسمية التابعة لجماعة “الحوثي” في تصريح منسوب لرئيس أركان الجماعة اللواء محمد عبد الكريم الغماري بتصريح يتوعد بالرد على إسرائيل، في محاولة لإظهار التماسك، بالوقت الذي تعكس الوقائع الهشاشة الحقيقية داخل بنية الجماعة، والتغطية على مصير باقي القيادات التي جرى استهدافها.

وعلى الرغم من أن الضربات الإسرائيلية قد استهدفت قيادات من الصف الثاني أكثر من الصف الأول، إلا أنها كشفت هشاشة البنية الأمنية لجماعة “الحوثي”، وأظهرت أن الجماعة ليست سوى ذراع إيرانية تعمل بالوكالة.  

وبين تعتيم جماعة “الحوثي” والتأكيد الإسرائيلي، تتضح ملامح ضربة نوعية أربكت الجماعة وأظهرت جانباً جديداً من إجرامها بحق الشعب اليمني، إذ تحتمي بالمدنيين وتحول منازلهم إلى غرف عمليات، بينما تواصل المتاجرة بدماء اليمنيين تحت راية “المقاومة” التي تخدم مصالح إيران فقط.