في ظل تصاعد العنف مجددًا بمناطق متفرقة من سوريا، أطلق السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، تحذيرًا من انفجار وشيك في السويداء ومنبج، داعيًا إلى ضبط النفس والعودة إلى الحوار السياسي باعتباره المسار الوحيد الممكن لتفادي دوامة جديدة من النزاع.

جاء ذلك في بيان رسمي نشره على حسابه في منصة “إكس”، أكد فيه أن “الدبلوماسية هي السبيل الأمثل لوقف العنف وبناء حل سلمي ودائم”، معربًا عن قلق بلاده العميق من أحداث العنف التي اندلعت مؤخراً في المحافظتين، ومشددًا على أن مستقبل سوريا لا يمكن أن يُرسم بغير أدوات السياسة والاحتواء.

الوساطة في ملف السويداء

السفير باراك أشار صراحة إلى أن الولايات المتحدة تفخر بمشاركتها في جهود الوساطة في ملف السويداء، كما شدد على الشراكة الأميركية-الفرنسية في محاولة دمج شمال شرق سوريا في إطار وطني موحّد، في خطوة تعكس مساعي غربية متزايدة لتقليص التوترات المتصاعدة في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة المركزية، والتي تشهد في الآونة الأخيرة موجات عنف مقلقة تنذر بإعادة إنتاج الأزمة السورية في أنماط جديدة من الفوضى والتفكك.

ويأتي هذا الموقف الأميركي في وقت تشهد فيه محافظتا السويداء ومنبج تصعيدًا ميدانيًا متسارعًا، يزيد من تعقيد المشهد السوري الممزق أصلاً، ففي الجنوب، وتحديدًا في السويداء ذات الأغلبية الدرزية، اندلعت مواجهات عنيفة مطلع الأسبوع عقب مظاهرات مناهضة للحكومة قوبلت برد أمني وصفه ناشطون بالمفرط.

 وقد تسببت هذه المواجهات في سقوط ضحايا من المدنيين وعناصر الأمن، ما أدى إلى توسيع دائرة التوتر وفتح الباب أمام مزيد من الاحتجاجات والتصعيد.

الاشتباكات بين “قسد” والقوات الحكومية

أما في الشمال الشرقي، وتحديدًا في مدينة منبج الواقعة على خطوط التماس بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًا، وقوات تابعة للنظام السوري، فقد شهدت المنطقة اشتباكات دموية بين فصائل محلية متنازعة، وسط اتهامات متبادلة بالتحريض على العنف ومحاولات فرض السيطرة بالقوة على المعابر ومصادر التمويل المحلي.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة اليوم الاثنين، إنها اشتبكت مع فصائل تابعة للقوات الحكومة الانتقالية في منطقة دير حافر بريف حلب، موضحة أن القوات التابعة للحكومة نفذت هجمات على أربعة من مواقعها في المنطقة.

وأضافت أن قواتها “استخدمت حقها في التصدي للهجوم.. وردت عليه بما يلزم دفاعًا عن مواقعها ومقاتليها”، بحسب رويترز.

ويُخشى من أن تتحول هذه المواجهات إلى بؤر جديدة للاشتعال العسكري في منطقة لطالما اعتُبرت هشة من حيث توازنات النفوذ والسيطرة، سواء بين الأطراف السورية أو بين القوى الإقليمية والدولية.

تحول أميركي

في الوقت الذي لم تكشف فيه الإدارة الأميركية عن تفاصيل المبادرة أو الآليات الدبلوماسية المقترحة لضمان تهدئة الأوضاع، فإن لغة البيان، التي اتسمت بالحزم والدعوة إلى المسؤولية، تشير إلى تحول في تعاطي واشنطن مع التطورات السورية، حيث لم تعد تكتفي بإدارة الأزمة عن بُعد، بل بدأت تعود تدريجيًا إلى أدوار أكثر فاعلية في دعم ترتيبات المصالحة والاستقرار، لاسيما بالتعاون مع الحليف الفرنسي، الذي كان ناشطًا في الآونة الأخيرة على خط الوساطات المتعلقة بمستقبل الحكم المحلي في الشمال الشرقي لسوريا.وفي وقت سابق، كشفت مصادر كردية اليوم الاثنين، عن ضغط تمارسه واشنطن لاستئناف المفاوضات بين دمشق وقسد، بعد التطورات الأخيرة التي شهدت عودة الاشتباكات بين الطرفين.

وفي وقت سابق، كشفت مصادر كردية اليوم الاثنين، عن ضغط تمارسه واشنطن لاستئناف المفاوضات بين دمشق وقسد، بعد التطورات الأخيرة التي شهدت عودة الاشتباكات بين الطرفين.

وقالت المصادر، إن عضو الكونغرس الأميركي أبراهام حمادة، أبلغ القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بأن مفاوضات بين “قسد” والحكومة السورية ستُعقد خلال الشهر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس، بدعم من الإدارة الأمريكية.

وتبرز هذه التحركات في وقت حساس، حيث تتكثف المشاورات الدولية في باريس وفي عواصم أخرى معنية بالملف السوري، لاحتواء أي انزلاق أمني قد يبدد جهود الفترة الماضية، التي أفضت إلى خفض مستوى المواجهات المفتوحة، وإن لم تنجح في فرض حل سياسي شامل.