تسارعت وتيرة المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، بهدف التوصل إلى صيغة لاتفاق أمني بين الطرفين، ليتم توقيعه على هامش زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى نيويورك في الأيام المقبلة.

حيث جرى اجتماع أمس الأربعاء، بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر في لندن، بينما من المقرر عقد اجتماع آخر غدا الجمعة في باكو.

تقدّم في المباحثات

بحسب مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية السورية في دمشق، فإن سوريا وإسرائيل ستبرمان “اتفاقيات متتالية” قبل نهاية العام الحالي.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله إن “هناك تقدّماً في المحادثات مع إسرائيل، وستكون هناك اتفاقيات متتالية قبل نهاية العام الجاري مع الجانب الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنها “بالدرجة الأولى ستكون اتفاقيات أمنية وعسكرية”.

الجانبان يريدان التوصل إلى اتفاق يوقف الأعمال العسكرية داخل سوريا ولاحقاً اتفاقات تعود بالنفع على السوريين

مصدر دبلوماسي سوري

وقال مسؤول عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ “القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري” في عملية بدأت “قبل شهرين”، وهي منطقة تطالب إسرائيل بأن تكون منزوعة السلاح.

وكان الرئيس السوري قال أمس الأربعاء لصحفيين في دمشق، إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تسفر عن نتائج في الأيام المقبلة، معتبرا أن الاتفاقية الأمنية “ضرورة”، وأنها تتطلب احترام المجال الجوي السوري ووحدة أراضيه، وأن تخضع لرقابة الأمم المتحدة.

جول مباحثات في باكو

من المقرر أن يُعقد لقاء سوري إسرائيلي اليوم الخميس في العاصمة الأذربيجانية باكو، في إطار المفاوضات الجارية بين الجانبين برعاية أميركية، لكن من دون حضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، الذي يزور العاصمة واشنطن، وهي أول زيارة من نوعها منذ 25 عاما، بحسب مصدر سوري مسؤول تحدث لـ “الحل نت“.

وقال المصدر، إن جولة باكو ستكون بين لجان فنية وتقنية لوضع النقاط النهائية للاتفاق، لكنه تحفظ على طبيعة هذه النقاط.

ورجح مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشارلز ليستر، أن تُحدد محادثات العمل في باكو اليوم الخميس “ما إذا كنا سنحصل على شيء قبل زيارة الشرع إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.” وأضاف: “بالنسبة لدمشق، الصفقة جاهزة على الطاولة”.

“بالنسبة لإسرائيل، كان الترتيب الأمني الإقليمي على غرار مصر هو المطلب الدائم، وبالنسبة لسوريا، فإن العودة إلى اتفاق عام 1974 هو الإطار الأساسي. أعتقد أن المحادثات في الأشهر الأخيرة قد وجدت طريقة لدمج هذين الأساسين، والآن يدور الأمر حول تحسين التفاصيل والضمانات.”

مدير برامج سوريا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، تشارلز ليستر

وتتمثل مطالب إسرائيل بالبقاء في مرصد جبل الشيخ وأطرافه مع توسيع المنطقة العازلة وإقامة ثلاث مناطق مخففة من السلاح، ووضع ترتيبات أمنية تصل لأطراف العاصمة دمشق، إضافة إلى السيطرة الجوية على الجنوب السوري مع وجود ممر جوي إلى حدود العراق للوصول إلى إيران.

لكن سوريا طالبت بـ تفعيل اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون أول/ديسمبر، مع الاستعداد لاتفاق أمني جديد يراعي أمن إسرائيل والسيادة السورية، إضافة إلى وجود القوات الدولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.

وعلم موقع “الحل نت” من مصادر دبلوماسية عربية، أن قوات أميركية وأردنية ستدخل سوريا لمراقبة تنفيذ الاتفاق، الذي سيتم توقيعه في الأيام المقبلة.