أثار اعتراف أمين عام “حزب الله” اللبناني، نعيم قاسم، ضجة واسعة في اليمن وخارجه، بعد أن كشف أن القيادي هيثم علي الطبطبائي قضى تسع سنوات “2015 – 2024″، في تدريب وإعداد قوات جماعة “الحوثي”.   

وجاء الإعلان خلال تأبين الطبطبائي، بعد مقتله بغارة إسرائيلية دقيقة، كاشفاً عن جانب جديد من العلاقة المباشرة بين إيران وجماعة “الحوثي” في اليمن.  

“وزير حرب” في اليمن  

رئيس الهيئة العامة للكتاب في اليمن، يحيى الثلايا، وصف الطبطبائي في مقال منشور على منصة “إكس“، بأنه “النموذج المثالي الذي انتدبته الضاحية الجنوبية إلى اليمن”.

وأضاف الثلايا، أن وجوده كقائد عسكري لبناني لمدة عقد كامل، يكشف طبيعة العلاقة بين جماعة “الحوثي” والمشروع الإيراني، ويظهر كيف حولت الجماعة الصراع اليمني، إلى حرب نيابة عن أجندة إقليمية.  

من جانبه، أوضح السفير اليمني لدى اليونيسكو، محمد جميح، أن مقتل الطبطبائي لا يمحو سجل تورطه في قتل اليمنيين الأبرياء.  

وأشار جميح، إلى أنه “لو كان هدف هذه الميليشيات الدفاع عن لبنان، لما شارك هذا القاتل في قتل اليمنيين مع رفاقه من حزب الله”.  

دور الطبطبائي في اليمن وسوريا  

وكان هيثم الطبطبائي القائد الفعلي لـ”قوة الرضوان”، القوة الضاربة لـ”حزب الله”، وقاد العمليات العسكرية للحزب في سوريا، قبل الانتقال إلى اليمن.

وعلى مدى تسع سنوات، أشرف الطبطبائي على بناء القدرات العسكرية لجماعة “الحوثي”، من صواريخ وطائرات مسيرة، إلى التخطيط للهجمات ضد قوات الحكومة الشرعية والمدنيين.

ويمثل وجود هيثم علي الطبطبائي، كقائد أجنبي في اليمن، مؤشر جديد على الطابع الإقليمي للصراع داخل البلاد.  

كيف اغتيل هيثم الطبطبائي؟  

أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد الماضي، مقتل الطبطبائي بغارة جوية دقيقة، استهدفت شقته في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأقر “حزب الله” لاحقاً بمقتله، مؤكداً أنه المسؤول العسكري الأول.

وكانت إسرائيل قد حاولت استهداف الطبطبائي سابقاً في لبنان وسوريا، قبل أن تنجح هذه المرة بغارة جوية دقيقة.  

وأوضح نعيم قاسم، أن الطبطبائي كٌلف رسمياً بقيادة العمل العسكري لـ”حزب الله”، بعد حرب 2006، وشارك في إدارة ملفات عدة، بما في ذلك سوريا، قبل انتقاله إلى اليمن.   

ويعد الطبطبائي أحد القيادات المدرجة على لائحة الإرهاب عالمياً، حيث صنفته الولايات المتحدة عام 2016، ضمن قائمة الإرهابيين، وأعلنت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عنه.  

ويكشف اعتراف “حزب الله” رسمياً بتورط الطبطبائي بالحرب في اليمن، زيف ادعاءات جماعة “الحوثي” حول شعارات السيادة الوطنية، ويؤكد في ذات الوقت، الطبيعة الإقليمية للصراع الذي تمارسه الجماعة، نيابة عن مشروع طائفي خارجي.