وقالت وكالة رويترز: “في استقبال هادئ على غير العادة، وصل الشرع… دون الضجة التي تُقدم عادة للشخصيات الأجنبية المرموقة. دخل من باب جانبي لم يُتح للصحفيين سوى فرصة رؤيته، بدلًا من الباب الرئيسي للجناح الغربي حيث غالبا ما تُلتقط الكاميرات تحية ترامب”.

غياب الصور التقليدية التي توثّق لحظة المصافحة أمام عدسات الصحافة الأميركية بدا مقصودا، خصوصا أن البيت الأبيض لم يُصدر دعوة مسبقة لتغطية وصول الشرع، ولم يُسمح لأي صحفي أو مصوّر بحضور الاجتماع.

من جهتها كشفت شبكة “أي بي سي نيوز” “لم يسمح لأي صحفي أو كاميرا بدخول اجتماع الرئيس أحمد الشرع”.

لماذا لم يستقبل ترامب الشرع من بوابة الرؤساء؟

ولأول مرة منذ سنوات، لم يعقد الرئيس الأميركي مؤتمرا صحفيا مشتركا بعد لقائه نظيره الأجنبي. مصادر في الإدارة أوضحت أن اللقاء “لم يكن رسميا على مستوى زيارة دولة”، وأنه جرى تصنيفه ضمن “الاجتماعات الثنائية الخاصة”.

العبارة التي تناقلتها وسائل الإعلام بدت مزيجا من المديح والحذر، فالرجل الذي كان يوما زعيما لتنظيم صنّفته واشنطن إرهابيا، أصبح اليوم شريكا في التحالف الدولي ضد
“داعش”، بعد أن أطاحت قواته بنظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

السفير والدبلوماسي السوري بسام بربندي أوضح في حديثة لقناة “العربية” إن زيارة الشرع للبيت الأبيض لم تكن زيارة دولة إلى الولايات المتحدة بل كانت زيارة خاصة، وبحسب البروتوكول أي زيارة خاصة للبيت الأبيض لا تشهد استقبالا رسميا أو رفعا لأعلام البلدين ولا دخولا من المدخل الرئيسي”.

لكن صحيفة “نيويورك تايمز” لفتت إلى أن الإدارة الأميركية تعاملت مع الزيارة بحذر لافت، مشيرة إلى أن الشرع لم يُمنح المراسم التي ترافق عادة استقبال قادة الدول.

وقالت الصحيفة “لم يُمنح الرئيس الشرع الحفاوة والاحتفالية المعتادة التي تُرافق زيارة أي زعيم أجنبي للبيت الأبيض، لم يستقبله السيد ترامب خارج البيت الأبيض عند وصوله، ودخل الشرع اجتماعهما من باب جانبي”.

وقال ترامب: ” نريد أن نرى سوريا دولة ناجحة بامتياز، وأعتقد أن هذا القائد قادر على تحقيق ذلك. يقول الناس إنه عانى من ماضي صعب، أليس كذلك؟ جميعنا مررنا بماض صعب”.

الاجتماع، الذي وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه “اختراق دبلوماسي مثير للجدل”، أفضى إلى تمديد إعفاء جزئي من العقوبات على سوريا لمدة 180 يوما، وفق البيت الأبيض.

وفي ختام الزيارة التي وُصفت بأنها “اختراق دبلوماسي مثير للجدل”، بدا واضحا أن واشنطن أرادت ضبط إيقاع الحدث بحذر مدروس. فغياب المراسم الرسمية، والاكتفاء باجتماع مغلق دون مؤتمر صحفي أو صور أمام الكاميرات، عكس ما يشبه “الاعتراف المشروط” بسوريا الجديدة تحت قيادة أحمد الشرع.