#️⃣ #صحيفة #بريطانية #قوى #عظمى #تتنافس #في #سوريا
صحيفة بريطانية: 3 قوى عظمى تتنافس في سوريا
📅 2025-08-07 14:48:59 | ✍️ أغيد أبو زايد | 🌐 الحل نت
ما هو صحيفة بريطانية: 3 قوى عظمى تتنافس في سوريا؟
بعد دخول سوريا في مرحلة جديد، بدأت بسقوط نظام بشار الأسد قبل 8 أشهر وتولي “هيئة تحرير الشام” السلطة في البلاد، عاد التنافس بين القوى العظمى على مد نفوذها في بقعة جغرافية تتمتع بأهمية جيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث تتسابق الولايات المتحدة وروسيا والصين إلى فرض قواعد جديدة.
في مقال تحليلي لصحيفة “آي بيبر” البريطانية، يرى جورجيو كافييرو، وهو الرئيس التنفيذي لـ “شركة جلف ستيت أناليتيكس” الاستشارية لتحليل المخاطر الجيوسياسية، ومقرها في واشنطن، إن سوريا قد تُصبح بؤرة توتر في تصاعد التنافس على النفوذ العالمي، حيث تتنافس الولايات المتحدة والصين وروسيا على كسب النفوذ على الدولة، في حين تسعى الحكومة السورية الجديدة نسبيًا إلى لمّ شمل أمة مُمزّقة بعد 14 عامًا من الحرب الأهلية الوحشية، تجد البلاد نفسها عالقة في مواجهة بين الشرق والغرب.
توجه نحو الغرب
شكّل انهيار نظام بشار الأسد، المتحالف مع إيران وروسيا، في كانون أول/ديسمبر 2024 نقطة تحول حاسمة في المسار الجيوسياسي لسوريا. وترى القوى الغربية الآن فرصةً طال انتظارها لتحويل هذا البلد الشرق أوسطي إلى دائرة نفوذها. بينما تُعدّ سوريا ذات أهمية استراتيجية لكل من روسيا والصين، ويتنافس البلدان على النفوذ مع الحكومة الجديدة بقيادة “هيئة تحرير الشام”.
وبقيت سوريا موالية لروسيا، لكن مع تولي أحمد الشرع، الزعيم السابق لـ “هيئة تحرير الشام” والرئيس الحالي، زمام الأمور، سارعت القيادة الجديدة في دمشق إلى إبعاد سوريا عن “محور المقاومة” بقيادة إيران وكتلة “بريكس بلس” التي تضم روسيا والصين، وإعادة ترتيب صفوفها مع الغرب ودول الخليج.
أدى هذا التحول إلى تقليص حاد للنفوذ الروسي والصيني في سوريا ما بعد الأسد، ويأمل الغرب في الاستفادة من ذلك من خلال التقارب مع سوريا.
ورجح الكاتب أن رفع دونالد ترامب والقادة الأوروبيون معظم العقوبات المفروضة خلال عهد الأسد، أنه يأتي مصحوبًا بشروط ضمنية تحد من قدرة سوريا على إعادة بناء العلاقات مع روسيا أو الصين أو إيران. وأشار إلى لقاء أن ترامب بالشرع شخصيًا في المملكة العربية السعودية في أيار/مايو، شكّل لحظة تاريخية للعلاقات بين البلدين.
الصحيفة البريطانية نقلت عن الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية بجامعة ليدن في هولندا، مارينا كالكولي، أن الشرع، المقاتل الإسلامي السابق الذي أُعيدت تسميته، قد دخل في “نظام التبعية الأمريكي” لأنه رأى ذلك “خياره الوحيد للبقاء في السلطة، واستقرار سوريا وحكمه”.
وقالت: “لهذا، عليه إبعاد روسيا عن سوريا، وطرد جميع بقايا الإرث الروسي، وبالطبع منع الصين من أي نفوذ.
“لطالما كانت سوريا حلمًا للولايات المتحدة. منذ أواخر أربعينيات القرن الماضي، سعت الولايات المتحدة إلى ضم سوريا إلى دائرة نفوذها في المنطقة، وفشلت مرارًا وتكرارًا. وأضافت: “لذا، فالآن هي اللحظة التي يحققون فيها حلمهم الإمبراطوري بشأن سوريا”.
موسكو لن تستسلم
بحسب المقال التحليلي، فإن الوجود العسكري الروسي في سوريا، بما في ذلك قاعدة طرطوس البحرية، موطئ قدمٍ بسطت منه روسيا نفوذها في الشرق الأوسط وأبعد من ذلك في أفريقيا، أحد المصالح المهمة التي دفعت موسكو لدعم الأسد.
وأضاف كافيرو أن “روسيا الآن، ترى الحفاظ على وجودها العسكري في سوريا هدفًا استراتيجيًا رئيسيًا.”
أدى التدخل العسكري الروسي إلى جانب الأسد إلى خلق عبئٍ لا يزال قائمًا في “سوريا الجديدة”. ومع ذلك، فإن الحكومة التي تهيمن عليها “هيئة تحرير الشام” تُدير علاقاتها مع موسكو ببراغماتية.
وأشار الكاتب إلى زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى موسكو الأسبوع الماضي حيث التقى بنظيره الروسي. إذ قال الشيباني إن سوريا تريد روسيا “إلى جانبنا”، ودعا لدعم عملية “العدالة الانتقالية” في البلاد. وأضاف أن سوريا شكلت لجنة لمراجعة الاتفاقيات السابقة مع روسيا. لكن “من غير الواضح ما إذا كان سيُسمح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها في سوريا”، وفق كافيرو.
بكين حريصة على نفوذها
رغم أن الصين قدمت الصين دعمًا غير عسكري للنظام السابق، مما قد يُلقي بظلاله على علاقات دمشق مع بكين، لكنها تحرص على تعزيز نفوذها في سوريا ما بعد “البعث.”
وفق رؤية الكاتب، فإن سوريا ستتردد في رفض أي تمويل تقدمه الصين أو دول أخرى تمتلك الموارد المالية اللازمة، نظرًا لحاجتها إلى مئات المليارات لإعادة الإعمار بعد قرابة 14 عامًا من الحرب في عهد الأسد.
“لا يبدو أن دعم الصين وروسيا السابق للأسد قد أثار عداءً صريحًا من القيادة السورية الحالية. دمشق منفتحة على التعاون مع أي دولة تُساهم بشكل بنّاء في إعادة إعمارها.”
ورغم أن مدى التعاون الصيني ما يزال غير مؤكدا، فمن المرجح أن تشمل أهداف بكين ضمان شريك مستقر في دمشق يوفر استقرارًا كافيًا لتقديم فرص استثمارية طويلة الأجل للصين، وضم سوريا رسميًا إلى مبادرة “الحزام والطريق.”
مع ذلك، يُتوقع من إدارة ترامب استخدام نفوذ واشنطن لمحاولة إبعاد النفوذ الصيني عن سوريا.
الصحيفة نقلت عن المحلل الجيوسياسي المقيم في بلغراد، نيكولا ميكوفيتش أنه “يمكن للصين توسيع حضورها الاقتصادي في سوريا والمشاركة في إعادة إعمار البلد الذي مزقته الحرب، ولكن فقط إذا حصلت على الضوء الأخضر من القوى الغربية”.
ونظرًا للتوسع الذي استخدمته إدارة ترامب لتخفيف العقوبات لدعم وإضفاء الشرعية على الحكومة التي تهيمن عليها “هيئة تحرير الشام” في دمشق، “فمن غير المرجح أن يتخذ الشرع خطوات تتعارض بشكل مباشر مع المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية الأساسية.”
السير على حبل مشدود
في حين ما يزال من غير الواضح مدى أهمية دور دمشق في نهاية المطاف في سياق إعادة إعمار سوريا، فمن المرجح أن يستغل الشرع، الذي يسترشد نهجه بالبراغماتية في المقام الأول، أي ميزة محتملة، وفق كافيرو. وهذا يعني السير على حبل مشدود بين القوى الخارجية، مما يمنع سوريا من الخضوع للنفوذ الأجنبي، أو الانجرار إلى فوضى عارمة.
ونقل الكاتب عن مسعود معلوف، الذي شغل سابقًا منصب سفير لبنان لدى كندا وتشيلي وبولندا، أن “سوريا ما بعد البعث سترغب في تجنب الوقوع في منافسة القوى العظمى.”
وأضاف معلوف: “على الأرجح… لن تكون سوريا عدوًا لروسيا، لكنها لن تكون صديقًا حميمًا جدًا. بالنسبة للولايات المتحدة، كانت سوريا عدوًا. ولن تكون عدوًا بعد الآن. لكنني لا أعتقد أنها ستكون صديقًا حميمًا جدًا للولايات المتحدة”.
ويرى أن دمشق ستسعى على الأرجح إلى تجنب الانحياز إلى أي طرف في المنافسة الشديدة بين واشنطن وموسكو.
في ظل كل هذه المتغيرات المجهولة، لا يمكن للمرء أن يستبعد إمكانية تحرك “سوريا الجديدة” نحو روسيا والصين، وخاصة عندما نأخذ في الاعتبار ميل ترامب إلى عكس مواقف السياسة الخارجية في أي لحظة وإمكانية تخلي البيت الأبيض عن جهوده لتعزيز العلاقات الجيدة مع حكومة دمشق الحالية رداً على التوترات المقلقة بين واشنطن وطهران، بحسب كافيرو.
وختم الكاتب بأن إعادة ترتيب سوريا بعد الأسد ليست إعلان ولاء بقدر ما هي محاولة مدروسة للبقاء – محاولة تخطّي صدع التنافس بين القوى العظمى سعيًا وراء سيادة هشة.
تفاصيل إضافية عن صحيفة بريطانية: 3 قوى عظمى تتنافس في سوريا
🔍 اقرأ المزيد على هنا:
مقيم أوروبا
📌 المصدر الأصلي:
مقيم أوروبا وعوغل ومواقع انترنت