استهدفت غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة، قيادياً بارزاً بتنظيم “القاعدة” في جزيرة العرب، مساء السبت، خلال تنقله على دراجة نارية، في منطقة الحصون شرقي محافظة مأرب.  

وأسفرت الغارة عن مقتل القيادي منير بجلي الأهدل، المكنى “أبو الهيجاء الحديدي”، إضافة إلى مرافقه الشخصي، وفق مصادر محلية وشهود عيان.  

ويعد الأهدل أحد أبرز القيادات الميدانية النافذة في التنظيم، خلال السنوات الأخيرة، وأكثرهم انخراطاً في العمليات النوعية والعمل التنظيمي في المحافظات اليمنية.  

سجل طويل من المهام الصعبة  

تشير بيانات وتقارير أمنية سابقة، إلى أن “أبو الهيجاء” شغل موقعاً متقدماً في هيكل تنظيم “القاعدة”، إذ تولى مهام قيادية في محافظات البيضاء، إب، شبوة، أبين، ولحج.

وطوال سنوات، تم تصنيف الأهدل كأحد المحركين الأساسيين للعمل العسكري والخلايا المتنقلة في جنوب اليمن وشرقه.   

كما كان ضالعاً في إدارة وتنسيق عمليات مسلحة ضد قوات أمنية وعسكرية يمنية في مراحل متعددة من الصراع.  

إلى جانب ذلك، كان الأهدل يٌعتبر من الشخصيات التي تدمج بين الدور العسكري والدور التعبوي داخل التنظيم، من خلال صياغة الكتيبات الداخلية والخطاب الفكري الذي تتداوله عناصر “القاعدة”.  

معلومات حصرية لـ”الحل نت”  

كشفت مصادر مطلعة لـ”الحل نت” أن أبو الهيجاء كان من القيادات المشرفة على المحاولات الخارجية التي سعى تنظيم “القاعدة” لتنفيذها في السنوات الأخيرة.

ومن بين تلك المحاولات، محاولة استهداف ناقلة نفط في بحر العرب قرب محافظة المهرة، وهي العملية التي انتهت بالفشل، وكان “أبو الهيجاء” أحد أبرز المشرفين على الخلايا المنفذة.

وترجح المصادر، أن دور الأهدل في هذا النوع من العمليات جعل منه هدفاً ذا أولوية عالية لدى الولايات المتحدة، خصوصاً مع انتقال التنظيم إلى تكتيك توسيع العمليات خارج الحدود الجغرافية لليمن.  

ضربة قاسية لتنظيم “القاعدة”  

في تصريح خاص لـ”الحل نت”، قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية محمد بن فيصل، إن “أبو الهيجاء قيادي بارز فكرياً وعسكرياً داخل التنظيم، وكتب عشرات الكتيبات التي تعبر عن فكر ورؤية القاعدة، وهي منتشرة داخلياً بين العناصر”.

وأضاف بن فيصل، أن الأهدل التحق بالتنظيم قبل 18 عاماً، وتدرج في مواقع حساسة، بينها أمير التنظيم في أبين وشبوة سابقاً، كما قاد عمليات عسكرية في لحج والبيضاء قبل انقلاب 2015 وما تبعه من مرحلة التخادم بين جماعة “الحوثي” و”القاعدة”.   

وبعد مقتل القيادي أبو علي الديسي في شبوة، تولى “أبو الهيجاء” مؤقتاً الإشراف على عمليات التنظيم في أبين وشبوة.  

ويرى بن فيصل، أن مقتل “أبو الهيجاء” يمثل “ضربة قاسية لتنظيم “القاعدة” نظراً لثقل موقعه القيادي، وأيضاً لصلته المباشرة بالعناصر الميدانية”، متوقعاً أن يترك مقتله انعكاسات معنوية داخل بنية التنظيم في المرحلة المقبلة.  

وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من أي جهة حتى كتابة هذا التقرير، يرى مراقبون أن هذه الضربة تأتي في سياق حملة أميركية متصاعدة تستهدف القيادات الأكثر نشاطاً داخل التنظيم.