رغم أن الانتخابات لن تكون ديمقراطية بالكامل، إلا أن السوريون يترقبون تشكيل أول برلمان سوري بعد الإطاحة بالنظام السابق، حيث تنطلق عملية الاقتراع صباح غد الأحد لانتخاب 140 عضوا من أصل 210 أعضاء. في حين سيتم تجميد المقاعد المخصصة لمحافظة السويداء وشمال شرقي البلاد، أي أن عملية الاقتراع ستكون غدا لانتخاب نحو 120 عضوا فقط.

وستجري عملية التصويت على معظم مقاعد البرلمان السوري من خلال الهيئات الانتخابية في كل دارة انتخابية، بينما سيعين الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، 70 عضوا في مجلس الشعب بشكل مباشر، أي ثلث عدد المقاعد.

كيف ستجري عملية الاقتراع؟

غداً الأحد، عند الساعة التاسعة صباحاً، يبدأ أعضاء الهيئات الناخبة بالتوافد إلى مراكز الاقتراع وإبراز أوراقهم الثبوتية، ليتسلّموا بطاقتهم الانتخابية، ثم يتوجّهون إلى رؤساء اللجان الفرعية ليأخذوا الورقة الانتخابية المختومة رسمياً، بحسب ما صرّح المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب نوار نجمة.

وأضاف نجمة، أنه بعد الحصول على الورقة الانتخابية، يدخل عضو الهيئة الناخبة إلى غرفة الاقتراع السرّي ويقوم بتجهيز ورقته، ويكون التصويت ضمن صندوق الاقتراع بشكل علني، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا“.

تنتهي عملية الاقتراع عند الساعة الثانية عشرة ظهراً بشكل مبدئي، وفي حال لم يُدلِ جميع أعضاء الهيئة الناخبة بأصواتهم يمكن تمديد عملية الاقتراع كحدّ أقصى حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، بحسب نجمة.

عند نهاية عملية الاقتراع يُفتَح صندوق الاقتراع بشكل علني أمام جميع وسائل الإعلام، ويبدأ فرز الأصوات، وبمجرد بدء الفرز تبدأ النتائج الأولية بالظهور على وسائل الإعلام، بحسب المتحدث باسم اللجنة.

وأضاف أن النتائج الأولية والأسماء الأولية ستُعرَض بعد صدورها من اللجنة العليا للانتخابات على لجان الطعون في حال وجود اعتراضات من أعضاء الهيئة الناخبة حول آلية التصويت أو الفرز.

وتُعلَن النتائج الرسمية خلال مؤتمر صحفي رسمي تعقده اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب يوم الإثنين أو الثلاثاء القادمين، وفق نجمة.

مرحلة الصمت الانتخابي

اليوم السبت، دخل المرشحون في مرحلة “الصمت الانتخابي” المحددة بيوم واحد، بحسب القرار “62” لعام2025  الصادر عن رئيس اللجنة العليا للانتخابات محمد طه الأحمد.

وشهدت المحافظات السورية خلال الأيام الماضية، جلسات تعارف بين الهيئات الناخبة والمرشحين لانتخابات مجلس الشعب، من أجل التعرف على بياناتهم الانتخابية وسيرهم الذاتية.

تم الترشح لمجلس الشعب كأفراد في ظل غياب الأحزاب السياسية في البلاد، حيث جرى حل جميع الأحزاب كونها مرتبطة بالنظام المخلوع، في حين لم تنشئ الحكومة الانتقالية قانونا لتسجيل الأحزاب الجديدة.

وتأتي عملية انتخاب أعضاء أول مجلس تشريعي سوري بعد سقوط الأسد، وسط تشكيك من مراقبين حول ديمقراطية الانتخابات، لغياب إدلاء السوريين بأصواتهم بشكل مباشر، والذي أرجعته الحكومة السورية إلى “استحالة إنشاء سجل دقيق للناخبين في هذه المرحلة”. بينما أطلق سوريون تساؤلات حول آلية اختيار أعضاء الهيئات الناخبة.

وجرى حل مجلس الشعب السابق وكل اللجان الفرعية المنبثقة عنه في مؤتمر “إعلان انتصار الثورة السورية” في 29 من كانون ثاني/يناير 2025.