السبت, أكتوبر 18, 2025
الرئيسيةBlogماذا تعني ثورة الـ26 من سبتمبر لليمنيين ولماذا يخاف "الحوثي" من ذكرها؟

ماذا تعني ثورة الـ26 من سبتمبر لليمنيين ولماذا يخاف “الحوثي” من ذكرها؟

#️⃣ #ماذا #تعني #ثورة #الـ26 #من #سبتمبر #لليمنيين #ولماذا #يخاف #الحوثي #من #ذكرها

ماذا تعني ثورة الـ26 من سبتمبر لليمنيين ولماذا يخاف “الحوثي” من ذكرها؟

📅 2025-09-24 14:54:37 | ✍️ أسامة عفيف | 🌐 الحل نت

ما هو ماذا تعني ثورة الـ26 من سبتمبر لليمنيين ولماذا يخاف “الحوثي” من ذكرها؟؟

في كل عام ومع اقتراب ذكرى ثورة الـ26 من أيلول/ سبتمبر، تتصاعد حالة القلق والارتباك داخل جماعة “الحوثي” من رفع علم الجمهورية اليمنية، أو تداول الصور الرمزية عن الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي.   

وتعد هذه الذكرى التي فجرت ثورة اليمنيين ضد الإمامة الكهنوتية عام 1962، من أبرز محطات التحرر في التاريخ قاطبة، ويعتبرها غالبية الشعب اليمني الفجر الذي بزغ فيه اليمن بعد ليل الإمامة الطويل.  

وبقدر ما هي ذكرى للتحرر والقضاء على الاستبداد، فهي بالنسبة لجماعة “الحوثي” “شبح” يقضّ مضاجع الجماعة، إذ تستحضر بهذه الذكرى سقوط مشروع أجدادها، وتذكّر الشعب اليمني بأن الجمهورية ما تزال حية رغم كل محاولات الطمس والتزييف.  

ثورة تتجدد مع مرور الأيام 

ومثّلت ثورة 26 أيلول/ سبتمبر حركة الخلاص من نظام حرم اليمنيين من حق الحياة، إذ يصف ثابت الأحمدي، مستشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي لـ”الحل نت” هذه الجزئية، فيقول “لن نكون مبالغين إذا قلنا إن ثورة 26 سبتمبر في اليمن أعدل الثورات الإنسانية عبر التاريخ”.

صفوف من قادة الثوار في ستينيات القرن الماضي بعد إسقاط العاصمة صنعاء

يعلل الأحمدي ذلك بالقول، أن كل الثورات القديمة والحديثة قد خرج الناس فيها باحثين عن تحسين الغذاء والدواء والتعليم، أما في اليمن فقد ثار الشعب باحثاً عن حقه في الوجود، وفي الحياة من أساسها.  

ويشير الأحمدي إلى أن الثورة أنقذت الشعب اليمني من ثلاثية “الجهل والفقر والمرض” التي فتكت به لعقود طويلة تحت حكم الإمامة، مشدداً على أن جماعة “الحوثي” اليوم ليست سوى نسخة جديدة من ذلك الحكم “البغيض”.

ومنذ انقلاب جماعة “الحوثي” على الدولة في 21 أيلول/ سبتمبر 2014، تسببت في مقتل قرابة نصف مليون إنسان يمني، وتشريد خمسة ملايين آخرين، فيما وجد 80 في المئة من الشعب أنفسهم تحت خط الفقر والجوع وفق تقارير حقوقية.  

عودة الإمامة الثانية  

حكم الإمامة الذي أسقطته ثورة أيلول/ سبتمبر قام على فكرة السلالة، حيث يٌنظر إلى الحكم كحق حصري لفئة بعينها تزعم أنها تملك حقاً “إلهياً” بالحكم.

الأمام أحمد حميد الدين الذي قامت ضده الثورة ونجح في إفشالها قبل أن تستكمل الثورة في عهد نجله

هذه الصيغة الرديئة من الحكم الظلامي، تسببت بحرمان اليمنيين من المشاركة السياسية، بالوقت الذي عزلتهم عن العالم، وحولت البلد إلى ما يشبه “السجن الكبير”، وفق باحثين في السياسة والتاريخ. 

وكانت طبيعة الحكم الإمامي قائمة على المركزية المطلقة للإمام وأسرته، وعلى شبكة أسرية ومناطقية تقوم على الاستتباع، ما جعل المجتمع اليمني يعيش العزلة والتخلف بأبشع صوره.  

ومع غياب أي مظاهر لمؤسسات الدولة أو الخدمات العامة البسيطة، جاءت ثورة أيلول/ سبتمبر كحبل نجاة أخير لليمنيين، وحطمت جدار الظلام، وكسرت أسطورة الحق “الإلهي” في الحكم، القائم على تجهيل المجتمع.  

“الحوثي”.. وإعادة إنتاج الإمامة  

رغم محاولاتها للظهور كحركة ثورية تحررية، فإن جماعة “الحوثي” تمثل الامتداد الأوضح للإمامة في العصر الحديث، من خطابها وبنيتها التنظيمية، وحتى شعاراتها، كلها تستند على فكرة السلالة و”الولاية”.

عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة حاليا

ومن هذا المنطلق، فإن ذكرى 26 أيلول/ سبتمبر يعد تهديداً وجودياً لمشروع جماعة “الحوثي”، فالثورة التي أزاحت حكم الإمامة قبل أكثر من ستة عقود، لا تزال حاضرة كمرجع وطني وشعبي يٌذكٍّر اليمنيين بخطورة عودة الكهنوت.  

الكاتب الصحفي سلمان الحميدي من جانبه يصف هذا الارتباك “الحوثي” تجاه الثورة بوضوح “في صراعها مع اليمنيين، حاولت جماعة “الحوثي” طمس ثورة 26 سبتمبر، وودُّت لو يُمحى هذا اليوم من ذاكرة الأيام.   

ويقول في تصريح خاص لـ”الحل نت” لقد أخفت جماعة “الحوثي” كل ما يتعلق بالثورة من المنهج الدراسي، وغيّرت أسماء المدارس التي تحمل أسماء الثوار، وحاولت الاستيلاء على الثورة بإعلان “21 سبتمبر” مناسبة لنكبتها السوداء، ورغم ذلك تعيش الجماعة في قلق ورعب دائم، فتخيفها صورة أو منشور على مواقع التواصل.

ويضيف الحميدي “يعتبر الحوثيون أن مظاهر الاحتفاء المختلفة بثورة سبتمبر هي بمثابة استفتاء شعبي ضدهم، لذا يصابون بحالة سعار موسمية كلما اقتربنا من أيلول المجيد، وبالنسبة لهم، رفع العلم تمرد، سماع أغنية وطنية مؤامرة، وصورة بسيطة تتحول لديهم إلى كابوس”.  

مقاومة لمحاولات طمس الهوية  

منذ انقلابها على الدولة عام 2014، سعت جماعة “الحوثي” إلى إلغاء وتهميش ذكرى سبتمبر، عبر شطبتها من المناهج الدراسية، وتغيير أسماء المدارس والشوارع التي تحمل أسماء ورموز الثورة، بالوقت الذي روّجت فيه لمناسبتها الخاصة، مثل “21 سبتمبر باعتبارها “ثورة”، رغم أنها انقلاب دموي.

عناصر حوثية

ورغم كل ذلك، ظلّت ذاكرة اليمنيين حيّة على الدوام، حيث تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي، في كل عام، بصور وأغانِ وشعارات سبتمبرية، حتى في قلب صنعاء، الأمر الذي يفسر عمق ارتباط الناس بهذه الثورة، مقابل الهلع “الحوثي” الذي يصل إلى حملات اعتقال تطال معلمين وطلاباً وناشطين فقط لأنهم احتفلوا أو نشروا رموزاً مرتبطة بالثورة.  

وقد امتد الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر إلى المجال الديني أيضا، حيث وجّه وزير الأوقاف اليمني تعميماً قبل عدة أيام، إلى خطباء وأئمة المساجد يقضي بتخصيص خطب الجمعة والدروس لإحياء معاني ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.  

وشدد التعميم الوزاري على أن الثورتين أعادتا لليمن عزته وكرامته، وذكّر بأن مدينة عدن كانت ملاذاً للأحرار ومنطلقاً لثوار سبتمبر، مؤكداً أن اليمنيين اليوم بحاجة إلى استلهام الدروس لمواجهة مشاريع عودة الإمامة بثوبها الجديد.

ويعكس هذا الربط بين الماضي والحاضر، أن الوعي بالثورة تجاوز النخب السياسية ليصل إلى المجتمع بكافة فئاته، وهو ما يزيد من قلق جماعة “الحوثي” التي ترى في أي إحياء لذكراها تقويضا لفكرتها “الرجعية”.  

لماذا يخاف “الحوثي” من 26 سبتمبر؟  

ويرى مراقبون أن الخوف “الحوثي” من الثورة الجمهورية له عدة أبعاد، فثورة سبتمبر رمز للجمهورية والمواطنة المتساوية، ونقيض لفكرة السلالة الكهنوتية، في حين أن ذكرى سبتمبر تحولت إلى استفتاء سنوي على رفض حكم جماعة “الحوثي”، مهما تمادت في قمع الناس وإرهابهم. 

بالإضافة إلى ذلك فإن ذكرى سبتمبر لها بعد تاريخي عميق، التي أطاحت بحكم أجداد الجماعة “الحوثية”، وكل احتفاء بها يٌذكّر الناس بأن الجماعة مجرد نسخة جديدة من ماضِ ظلامي مرفوض مهما بدا واقعاً معاشاً.

شباب يحتفلون بذكرى ثورة 26 سبتمبر في قلب صنعاء رغم حملات الاختطاف التي تقوم بها ميليشيا الحوثي

ولهذا تحاول جماعة “الحوثي” بشتى الطرق إخفاء التاريخ وتزييف الحاضر، لكن النتيجة تأتي دائما عكسية، فكلما اشتد القمع، كلما ازداد وعي اليمنيين بمعنى ثورة سبتمبر.  

وفي كل الأحوال، ستظل ثورة 26 سبتمبر أكثر من مجرد ذكرى، فهي روح الجمهورية التي أنقذت اليمنيين من الحكم الإمامي الكهنوتي، ووضعتهم في مسار جديد من التطلع للحرية والدولة، وفق الكاتب الصحفي سلمان الحميدي.  

ويختتم الحميدي حديثه بالقول “كلما اقتربنا من أيلول المجيد، يتملك الحوثيين الخوف من اليمنيين، حتى في المناطق التي يظنون أنهم يحكمونها”.  

وبين هذا المعنى الإنساني العميق، وذلك الخوف “الحوثي” المتجدد، سيبقى يوم 26 أيلول/ سبتمبر شاهداً على أن اليمنيين يرفضون عودة الكهنوت بكل الطرق والوسائل، وأن الجمهورية، مهما تعرضت للخذلان والنكبات، ما تزال حيّة لا تموت.

تفاصيل إضافية عن ماذا تعني ثورة الـ26 من سبتمبر لليمنيين ولماذا يخاف “الحوثي” من ذكرها؟

🔍 اقرأ المزيد على هنا:

مقيم أوروبا

📌 المصدر الأصلي:
مقيم أوروبا وعوغل ومواقع انترنت

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات