رغم مرور أكثر من عشرة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، إلا أن ملف الموظفين المفصولين بسبب مشاركتهم في الثورة السورية ما يزال معلقا، حيث ينتظر آلاف الموظفين العودة إلى وظائفهم، بانتظار صدر قرار “ينصفهم”، خاصة المعلمين والمعلمات.

ويجري الحديث عن مرسوم رئاسي مرتقب لعودة الموظفين المفصولين، إذ يأمل الآلاف العودة إلى وظائفهم بعد أكثر من عقد من الفصل التعسفي، إبان النظام المخلوع.

لا استجابة للمطالب

خلال الأشهر الماضية، نفذ آلاف الموظفين المفصولين وقفات احتجاجية في المحافظات، خاصة في حلب وإدلب، تطالب بإعادتهم إلى وظائفهم في مؤسسات الدولة السورية، لكن إلى الآن ما يزال الآلاف منهم بانتظار قرار من الحكومة السورية، خاصة وزارة التربية والتعليم.

وأطلق موظفون مفصولون حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفحة خاصة بهم أطلقوا عليها “تجمع الموظفين المفصولين من العمل بسبب النظام البائد”، للمطالبة بحقهم بالعودة إلى عملهم وإنصافهم والاستجابة لهم بأسرع وقت.

لكن رغم الوقفات الاحتجاجية والمطالبات الحثيثة، إلا أن مطالب الموظفين المفصولين لم تشهد استجابة من قبل الحكومة السورية حتى الآن، إذ قال الموظفون المفصولون بسبب الثورة إنهم “مازالوا يعاقَبون بـ قضايا ترك العمل – وهي تهمة وقضايا وُضعت لكل من تجرأ واختار المشاركة في الثورة السورية.”

يأتي ذلك في وقت صعدت أصوات تطالب الحكومة السورية بمراعاة أوضاع من لاحقتهم الظروف بسبب الثورة، إذ خسر كثير من السوريين دراستهم ووظائفهم، لكنهم وجدوا عوائق أمام عودتهم إلى الجامعات أو الالتحاق بوظائفهم في ظل عدم البت بقضاياهم ووجود شروط أمامهم.

ويتساءل الموظفون المفصولون حول عدم صدور قرار لعودتهم، في حين تُجري العديد من الوزارات السورية مسابقات من أجل التوظيف.

وعود حكومية

في آب/أغسطس الماضي، أصدر معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء، علي كده، قراراً بتشكيل لجنة مركزية لدراسة أوضاع المفصولين. إذ ستراجع حالات الفصل من الخدمة التي جرت خلال الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى تاريخ سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024.

لكن بعد مرور أزيد من شهرين على القرار، لم يصدر عن اللجنة أي وعود أو جدول زمني، في حين يخشى المفصولون من أن يكون دور اللجنة شكليا وأن يكون الوقت طويلا، خاصة في ظل غياب معايير واضحة مما يمهد الطريق لعدم الشفافية والانتقائية.

قبل أيام، أكد مدير التنمية الإدارية في وزارة التربية والتعليم، عبد الكريم قادري، أن “الكوادر التربويّة التي فُصِلت من عملها بسبب تضحياتهم في خدمة الثورة السوريّة هي في صميم أولويات واهتمامات الوزارة إيماناً منها بأنّ الوفاء لأبناء الميدان التربويّ هو وفاءٌ لقيمة التعليم ذاتها”.

“الوزارة عملت خلال الأشهر الماضية وبالتنسيق الوثيق مع الأمانة العامّة لرئاسة الجمهوريّة ووزارة التنمية الإداريّة على معالجة ملف إعادتهم إلى العمل وتسوية أوضاعهم بما يضمن استقرارهم الوظيفيّ وكرامتهم المهنيّة”

عبد الكريم قادري

وأشار، في تصريحات نقلتها “الإخبارية السورية”، إلى أن عدد المفصولين في القائمتين الأولى والثانية الواردتين من وزارة التنمية الإداريّة بلغ 25.907 حيث قام 20.300 منهم باستكمال بياناتهم لدى المديريات المعنيّة تمهيداً لمنحهم المباشرات وهو العدد الأكبر مقارنة بباقي القطاعات الحكوميّة.

وشدد على أن الوزارة تواصل متابعة الملف بكلّ جديّة ومسؤوليّة وتتلقّى الأسماء التي لم ترد في القوائم السابقة الواردة من وزارة التنمية الإداريّة بغية استكمال إجراءات إعادتهم إلى العمل أصولاً وقد بلغ عددهم 1.991 عاملاً حتى تاريخه.