بينما تتصاعد التساؤلات حول سرعة تطور القدرات العسكرية لجماعة “الحوثي”، تكشف الوثائق والصور المسربة عن شبكة عسكرية متكاملة، لعبت دوراً حاسماً في بناء الترسانة الصاروخية والطائرات المسيرة، بقيادة “قوة الرضوان” التابعة لـ”حزب الله” اللبناني.

وتعد “قوة الرضوان” وحدة نخبوية تابعة لـ”حزب الله” اللبناني، تأسست عام 2006، ومتخصصة بالعمليات النوعية والتدريب العسكري المتقدم، ما يشمل القوة الجوية، الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة.

تدريب نوعي في اليمن  

الوثائق المسربة من منتصف عام 2015، تٌظهر رئيس أركان جماعة “الحوثي”، محمد عبد الكريم الغماري، مع مجموعة من العناصر في خيمة تدريبية جبلية، قرب الحدود اليمنية – السعودية.

وكانت الدورة بحسب منصة “ديفانس لاين“، بإشراف محمد حسين سرور والمكنى بـ”الحاج أبو صالح”، قائد القوة الجوية في “حزب الله” سابقاً، والذي قتل بغارة إسرائيلية في أيلول/ سبتمبر 2024.  

ويعتبر سرور المسؤول الأبرز، عن تطوير القوة الصاروخية والقدرات النوعية لجماعة “الحوثي” منذ بداية الحرب، وقد ظهر في صور مرتدياً زي الجيش اليمني، أثناء المشاركة في العمليات الميدانية.   

ومنذ تأسيسها، عملت “قوة الرضوان” على نقل خبراتها وخططها العسكرية إلى أطراف إقليمية، بما في ذلك تدريب ضباط جماعة “الحوثي”، والإشراف على تطوير قدراتها العسكرية ومساندتها في العمليات القتالية.  

قادة عمليات ميدانية  

الوثائق تٌظهر أيضاً مشاركة قيادات أخرى من “قوة الرضوان”، أبرزهم، علي عادل الأشمر “الحاج أبو مهدي”، وعلي جمال الدين جواد.

وقتل الرجلان في غارات إسرائيلية منفصلة، على الضاحية الجنوبية في بيروت، بين آب/ أغسطس وتشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

يذكر أن هؤلاء القادة شاركوا ميدانياً، في العمليات العسكرية مع جماعة “الحوثي” في اليمن، ما عزز سرعة نقل الخبرات وتطوير القدرات القتالية.  

امتداد إقليمي للشبكة العسكرية  

تشير الوثائق أيضاً إلى تعاون مستمر مع ضباط وخبراء من “فيلق القدس” الإيراني، ووحدات النخبة في “حزب الله”، الذين ابتعثوا للعمل كمستشارين لدى المجلس الجهادي لجماعة “الحوثي”.

ومن بين أبرز القادة الذين ساهموا في تطوير القدرات “الحوثية”، وقتلوا في 2024، هيثم علي الطبطبائي، رئيس أركان “حزب الله”، وإبراهيم محمد عقيل، المسؤول العسكري الرفيع وعضو المجلس الجهادي للحزب.  

وتوضح هذه الوثائق، أن قدرات جماعة “الحوثي” العسكرية، تصاعدت نتيجة دعم تقني ولوجستي متقدم من “حزب الله” وإيران.   

وقد أسهم نقل الخبرات والتدريبات المكثفة، في تحويل الجماعة “الحوثية” إلى قوة صاروخية لا يستهان بها، ما أعاد رسم موازين القوى في اليمن وأطال أمد الحرب.