رغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، إلا أن تبعات ما حدث في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية مستمرة في الظهور يوما بعد يوم، بينما يبقى مصير البعض مجهولا، في وقت يتواصل فيه إخراج المدنيين الراغبين بمغادرة المنطقة، بعد أن أصبحت غير قابلة للحياة، ناهيك عن الخوف من تجدد الأحداث هناك.

إذ جدّدت منظمة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) مطالبتها بالإفراج الفوري عن المتطوع حمزة العمارين، بينما خرجت دفعة جديدة من المدنيين أمس السبت من أهالي السويداء، في ظل ظروف إنسانية ما تزال تعصف بالمحافظة، حيث لا تتوفر أدنى مقومات الحياة، من ماء وكهرباء، إضافة إلى النقص الكبير في المواد الغذائية والطبية.

لا معلومات عن مصير العمارين

منذ اختطافه قبل 11 يوماً، لم تتمكن منظمة “الخوذ البيضاء” من الحصول على أية معلومات تتعلق بمصير العمارين، الذي انقطع التواصل معه وذلك خلال توجهه لتنفيذ مهمة إجلاء لفريق من الأمم المتحدة، بطلب منهم، داخل مدينة السويداء، حسب بيانٍ سابق نشرته المنظمة.

وحمّلت المنظمة في بيان صدر عنها أمس السبت، الفصائل المسيطرة على مدينة السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامة العمارين، مطالبة بالإفراج الفوري عنه.

دخل العمارين إلى مدينة السويداء في 16 تموز/يوليو الجاري، في مهمة لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة، وكان يقود سيارة تحمل شارات المنظمة بشكل واضح، ويرتدي اللباس الرسمي للدفاع المدني، حيث انقطع التواصل معه عند الساعة السادسة مساء، وفق بيان سابق لـ “الخوذ البيضاء”.

ونقلت إحدى السيدات من أهالي السويداء أن العمارين قدم لها المساعدة خلال توجهه إلى موقع الفريق الأممي، مضيفة أن مسلحين محليين اعترضوه في منطقة دوار العمران، واقتادوه إلى جهة مجهولة.

في آخر مكالمة عبر هاتف العمارين بين الجهة الخاطفة و”الدفاع المدني”، أفاد المتحدث بأن العمارين بخير، ثم انقطع الاتصال، ولم تتلق المنظمة أي رد بعد محاولاتها التواصل مع الفصائل المحلية عبر وسطاء.

يأتي ذلك في وقت ما تزال فيه الأوضاع الإنسانية في محافظة السويداء سيئة للغاية، حيث تتواصل عمليات نقل ممن يرغبون في الخروج من المحافظة، بينما تعمل المنظمات الدولية على إدخال المساعدات تباعاً.

خروج 350 شخصا

أمس السبت، أعلنت محافظة السويداء عبر معرفاتها، عن خروج دفعة جديدة من داخل المحافظة، ضمّت نحو 350 شخصا.

إذ شملت الدفعة “250 محتجزا و100 شخص من مختلف المكونات، إلى جانب 100 شخص من مختلف المكونات كانوا راغبين في الخروج من المنطقة، إضافة إلى 26 جثمانا جرى نقلها من السويداء”، من دون الإعلان عن مزيد من التفاصيل.

“معظم من يتم إخراجهم من السويداء يتم نقلهم إلى مراكز إيواء في محافظة درعا المجاورة، حيث تم افتتاح 64 مركزا وتجمع إيواء، تضم 24400 شخص (4950 عائلة)، لغاية مساء أمس السبت” وفق مصدر خاص تحدث لـ “الحل نت”.

وأعلن “الهلال الأحمر السوري”، أمس السبت، إرسال قافلة مساعدات ثانية إلى محافظة درعا، استجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الريف الشرقي، مع وصول آلاف المدنيين من السويداء.

وأوضح الهلال الأحمر، في منشور على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك“، أن هذه القافلة تأتي ضمن الاستجابة للمنطقة الجنوبية، المستمرة منذ أسبوعين.